اهلا وسهلا بزوارنا الكرام.. تفاعلكم مع المدونة تشريف لنا و دعم لجهود التدوين العربي..أشكركم على ايثارنا بهذه بالزيارة..

الجمعة، 30 ديسمبر 2011

المدونون يريدون صناعة الحدث!

محمد البيهي و أنس رضوان - الجزيرة توك - تيفلت 
احتضنت مدينة تيفلت يوم السبت 24 ديسمبر 2011، الملتقى الوطني الأول للمدونين المغاربة، والذي حضره أكثر من ستين مدوناً من مختلف ربوع المملكة المغربية، حيث نوقش فيه عدد من القضايا التي تهم التدوين بالبلاد، إلى جانب تخلل برنامج الملتقى عدد من الورشات التكوينية التي شكلت فرصة لتلاقح الأفكار وتبادل التجارب والخبرات.
من اللقاء الافتراضي إلى اللقاء الواقعي!
كانت البداية عبر مجموعة "ملتقى المدونين المغاربة" الفيسبوكية، والتي جمعت عددا من المدونين المغاربة، الذين جعلوا منها فضاءا للنقاش والتواصل بهدف تبادل الأفكار والخبرات وتوحيد الجهود من أجل المضي قدما بالتدوين في البلاد، وخلال شهور من التواصل الافتراضي توافقت الآراء على ضرورة الخروج بالتجربة التواصلية من العالم الافتراضي إلى أرض الواقع، فكان لقاء الرباط شهر أكتوبر الماضي لبنة أولى في طريق التحضير للملتقى الوطني الأول للمدونين المغاربة الذي احتضنت مدينة تيفلت السبت الماضي.

تكوين، تطوير، تواصل!
ومن الأهداف التي رسمها منظمو الملتقى، تطوير قدرات المدونين وتوطيد العلاقات بينهم رغم اختلاف التوجهات والإيديولوجيات، ذات الشيء الذي صب فيه برنامج الملتقى والذي كان حافلا، حيث ضم عددا من الورشات التكوينية إضافة إلى حوار مفتوح نوقش فيه الوضع الحالي للتدوين، خصوصا الوضع الذي آلت إليه جمعية المدونين المغاربة من إنقسامات داخلية.
كما كان الملتقى فرصة للتعرف على عدد من التجارب لقدامى المدونين من خلال نقاشات وحلقات على هامش الملتقى، ليكون المبيت الجماعي فرصة أكبر لتوطيد العلاقة الأسرية بين مختلف المدونين.


وفي الختام، توصيات وتوجيهات...
وفي ختام هذا الملتقى، خرج المدونون ببيان جاء فيه عدد من التوصيات، أهمها العمل على التهيء للملتقى الوطني الثاني، إلى جانب العمل على مشروع المدونة الجماعية والتي قال عنها أحد المشاركين: "إنها فعلا فرصة لتوحيد الجهود من أجل الدفع بالتدوين في المغرب إلى الأمام"، هذا وقد كان من بين التوصيات التي خرج بها المدونون، المشاركة الفعالية في المناظرة الوطنية للإعلام التي ستنظم بـ"فاس" في الأيام القليلة القادمة، كما ندد البيان الختامي للملتقى بكل محاولة للحد من حرية المدونين، والركوب على جهودهم ومحاولة احتوائها وإخراجها عن الهدف المسطر لها.
وتكريما لعدد من المدونين على جهودهم التي يبذلونها من أجل تطوير مجال التدوين، قام المشاركون في الملتقى بتكريم عدد من المدونين عرفاناً لهم بمجهوداتهم الجبارة التي تركت الأثر الجميل في تاريخ التدوين المغربي.


الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

تنسيقية اكديم ايزيك تدق ناقوس الخطر بالرباط


    
 تقرير وصور محمد لبيهي، الجزيرة توك، الرباط

     نظمت "التنسيقية النقابية لاكديم ايزيك" ندوة صحفية بالرباط بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و ذلك صبيحة الخميس 17 نونبر 2011.  التنسيقية الممثلة لشرائح متنوعة من الفئات الصحراوية، نظمت الندوة لتدق ناقوس الخطر منذرة من احتمال كبير لتفجر الوضع في الإقليم من جديد و ذلك بعد  إحراق  السلطات المغربية  لمخيم اكديم ايزيك قرب مدينة العيون و تفكيكه دون العمل على تطبيق حلول جذرية تستجيب للمطالب الاجتماعية و الاقتصادية التي رفعتها الشرائح المتضررة، حسب ما ورد في بيان للتنسيقية.
      و في كلمة تلخيصية لأبرز المداخلات في الندوة أعلن النقابي الدولي سيدي أحمد الدية أن التنسيقية تطالب بإيجاد حلول ناجعة للملفات الاجتماعية و الحقوقية المتراكمة  كإطلاق سراح معتقلي اكديم ايزيك، وحل مشاكل الشرائح المكونة للمخيم، و تسوية ملف متقاعدي منجم فوسبوكراع الموروث عن الاستعمار الاسباني، بالإضافة إلى معالجة ملفات أخرى كملف الصيد البحري، و ملفات المجموعات المهمشة من ذوي الاحتياجات الخاصة و مطرودي الإنعاش الوطني، و مجموعة ضحايا مخيم "اكنيدلف" و مجموعة " الأشبال"، كما تدعو التنسيقية أيضا الى الكشف عن ملابسات  واقعة قتل الشاب سعيد دمبر الذي رفضت عائلته تسلم جثمانه قبل إجراء خبرة الطب الشرعي و تحديد المسئول عن مقتله.
      
      في جواب على سؤال لموقع الجزيرة توك حول ما راج  بشأن تسييس ملف اكديم ايزيك  و محاولة  بعض منظمي المخيم عرقلة الحوار مع السلطات استبقاءً للوضع الملتهب بالعيون دون حل لأطول مدة  لصالح جبهة البوليساريو, رد رئيس التنسيقية سيدي أحمد الدية بأن تهمة الانفصال هي ذريعة السلطات للتملص من المسؤولية عن الواقع، و تهمة جاهزة دائما لتجريم كل من يطالب بحقوقه في الصحراء، و أضاف المتحدث  بأن  رفاقه مهددون و لا يتمتعون بأية ضمانة حقوقية و لا أمنية على ذواتهم، مذكرا بمعاناته نتيجة خضوعه لعملية جراحية مزدوجة باسبانيا  إثر تعرضه لاعتداء من رجال الأمن في أحد الإعتصامات بالعيون، و أضاف الدية أن المسئولين المغاربة سبق وأن أشادوا بسلمية و انضباط المخيم الذي دام شهرا حتى دخلوا في حوار مع لجنته المنظمة في شخص وزير الداخلية نفسه، و لو ثبت لهم أن المخيم  كان لغرض سياسي لتم اقتحامه منذ الوهلة الأولى، إلا أن الدولة المغربية ـ حسب تصريحات ولد الدية ـ إنما تريد الصحراء بدون صحراويين.
            و في ختام رده ذكر رئيس التنسيقية  بأن الصحراء هي منطقة نزاع دولي يمثل المغرب أبرز أطرافه لدى الأمم المتحدة،  و في انتظار الوصول الى تسوية عادلة وسلمية للملف ينبغي للدولة  المغربية أن تحترم الخيارات التي تتفاوض بشأنها مع الصحراويين بشكل ديمقراطي سواء تعلق الأمر بخيار الانضمام،  أو القبول بالحكم الذاتي، أو الاستقلال. و في جميع الأحوال حسب المتحدث نفسه فعلى الدولة أن تستمع الى صوت أهل المنطقة، و أن تعطيهم الأولوية في الاستفادة من عائدات الصحراء الغنية بثرواتها، محذرا أن كل رفض الآن لمطالب الشعب  في إطار المقاربة الأمنية القديمة، لن يجلب إلا الاحتجاج و الثورات تماما كما يجسده الربيع العربي الذي انطلقت شرارته الأولى مع مخيم اكديم ايزيك، المخيم الذي صنعه الشباب الصحراوي الغاضب والمطالب بالتغيير.  

شاهد ملخص مداخلة النقابي أحمد الدية على اليوتوب:   
https://www.youtube.com/watch?v=Q2tmdL0-iig

الجمعة، 4 نوفمبر 2011

شاهد هنا  فيديو نداء المدونين 
الرباط : 02/ 11/ 2011
نـــــــــــــــداء:
ارفعوا أيديكم عن المدونين..
... نداء من مدونين مغاربة معتقلين سابقا

انطلقت مسيرة التدوين المغربي بقوة قبل سنوات، وتمكن المدونون من تحقيق انجازات ومكتسبات كبيرة ارتقى بها التدوين المغربي ليكون تجربة رائدة وصل صداها الى العالم بشهادة المنظمات المهتمة بالموضوع، ولاشك ان تضحيات كبيرة بذلت طيلة هذه المسيرة كان لنا فيها -نحن المدونين المعتقلين سابقا – نصيب، ونفتخر اننا ساهمنا في بناء صرح التدوين المغربي وتعرضنا في سبيل ذلك للاعتقال والتعذيب والسجون .
اليوم .. نتابع بأسى ما آل اليه واقع المدونين المغاربة من تشرذم وتراجع وضعف، بعد كل التضحيات التي بذلت، وفي زمن الثروات الشعبية التي لعب فيها المدونون ونشطاء الانترنت دورا مركزيا، كما نتابع بقلق بالغ اجهاز الدولة على مكتسباتنا السابقة واستمرار الاعتداء والتضييق وسجن المدونين الاحرار وكان اخرهم زميلنا المدون المعتقل حاليا "محمد دواس "، إضافة إلى تصاعد الاعتداءات على المدونين ونشطاء الانترنت الذين يغطون ويوثقون باستمرار الحراك المغربي المتمثل في احتجاجات 20 فبراير وينقلونه للعالم بالصوت والصورة .
اننا نحن المدونين المغاربة المعتقلين سابقا وبعد أول اجتماع لنا بالرباط يوم الاربعاء 02 نونبر وتدارسنا لواقع المدونين المغاربة نجدد العزم والاصرار على الاستمرار في نشاطنا التدويني والعمل على الرقي من جديد بواقع التدوين المغربي، من خلال أفكار جديدة و مبادرات مهمة سنعلن عنها قريبا، رغم كل المضايقات والقمع المستمرة ضدنا من طرف السلطات .
وانطلاقا من غيرتنا علي التدوين المغربي ندعو الى مايلي :
1- وقف كل أشكال الإعتداء والتضييق على حرية المدونين المغاربة واطلاق سراح المدون المعتقل "محمد دواس "، وتمكينه من محاكمة عادلة .
2- خلق جبهة وطنية من حقوقيين واعلاميين ومنظمات معنية لحماية المدونين المغاربة من نزيف الاعتداءات المستمر .
3- دعوة المكتب الوطني لجمعية المدونين المغاربة للاسراع بحل المشاكل الداخلية للجمعية وتجاوز العقبات الذاتية لتعود الجمعية الى سابق عهدها وخدمة التدوين المغربي والحفاظ على مكسب " مأسسة التدوين المغربي" .
4- دعوة كل المدونين ونشطاء الانترنت المغاربة الى اليقظة وبذل كل الجهود لتجاوز كل العقبات والدفع بواقع التدوين المغربي الى الأمام .
5- ندعو المدونين ونشطاء الانترنت المغاربة الى المزيد من التغطية والمواكبة للحراك المغربي والابداع في الوسائل واستخدام الشبكات الاجتماعية بشكل فعال .
6- استنكارنا لاستمرار السلطات المغربية في تجاهل مطالبنا كمدونين معتقلين سابقين وعدم جبر الاضرار التي لحقتنا ومعاقبة المسؤولين عنها .
 
حسن برهون
حسن تزكاغين
البشير حزام
عبد الله بوكفو
بوبكر الليديب

الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

صوت الشعب لا يرفعه إلا إعلام حر

محمد لبيهي ـ الجزيرة توك ـ المغرب
 http://aljazeeratalk.net/node/8359                                                                  














في إطار الحراك الاجتماعي الذي يعرفه المغرب وفي ظل المضايقات المستمرة التي يعاني منها المدونون والصحفيون، أعلنت جمعية المدونين المغاربة إطلاق حملة "أيام الحريةوذلك ابتداء من يوم الخميس 18 أغسطس-آب الجاري حتى يوم الأحد 21 منه، تحت شعار:"صوت الشعب لا يرفعه إلا إعلام حر".وبهذه المناسبة الإعلامية، أجرت الجزيرة توك حواراً حول الموضوع مع عبد الصمد المساتي الكاتب العام و الناطق الرسمي باسم جمعية المدونين المغاربة:

1  ـ الجزيرة توك: مرحبا بك عبد الصمد في هذا اللقاء الوجيز مع الجزيرة توك، بداية ماهي ظروف و دواعي تنظيم حملة "ايام الحرية
ـ عبد الصمد المساتي: بداية أشكر الجزيرة توك على هذا اللقاء الطيب، وبخصوص حملة "أيام الحرية" وفي ظل التطورات التي يعرفها المشهد المغربي بعد ربيع الثورات العربية، فقد جاءت المبادرة لتسلط الضوء على واقع التدوين والعمل الإعلامي الإلكتروني، الذي بقدر ما يعرفه من نهضة في معالجة هموم المواطن وقضاياه الأساسية بكل الوسائل والآليات، بقدر ما يعاني من التضييق والحصار والقمع الممنهج، بل وحتى المتابعات القضائية؛ لذلك ننظم هذه الحملة كمبادرة جماعية تتضافر فيها كل الجهود من أجل خدمة الأهداف الكبرى التي من أجلها أسست الجمعية وعلى رأسها الدفاع عن حرية المدونين والمدونات في التعبير والرأي.

















2 ـ الجزيرة توك: منذ تأسيس الجمعية في ابريل 2009 راهن الكثيرون على ما وعدت بإنجازه لكن يلاحظ أنها لم تكن حاضرة بقوة في الآونة الأخيرة، هل لك أن تحدثنا بإيجاز عن حصيلة نشاطات الجمعية منذ تأسيسها؟
ـ عبد الصمد المساتي: الجمعية كانت حاضرة في كل هموم الوطن وقضاياه، وقد نظمت مجموعة من الأنشطة والحملات المختلفة، ونذكر على سبيل المثال حملة "مدونون ضد الفساد الانتخابي"، وحملات التضامن مع المدونين والصحفيين وعلى رأسها "أسبوع الحداد"، لكن مع ذلك فإنها تبقى دون مستوى طموحات الجمعية، لأننا كنا ننتظر أن نقوم بأنشطة واقعية بعد حصولنا على الوصل القانوني الذي تمتنع السلطات إلى الآن من تمكيننا منه؛ لذلك قررنا في آخر اجتماع للمكتب التنفيذي تجاوز هذا الاعتبار وفرض ذواتنا في الميدان ما دامت الجمعية تحوز الشرعية الواقعية، وحملة "أيام الحرية" وما يليها من أنشطة وفي مقدمتها حفل "التقييم والتكريم" في سبتمبر- أيلول المقبل، تعتبر أولى ثمار هذا القرار.

 3 ـ الجزيرة توك: تحدث بلاغ الجمعية الأخير عن ما يسمى "النضال الرقمي"، ومن خلال متابعتكم لأهم نشاطات التدوين، إلى أي حد استطاع المدونون المغاربة أن يسهموا في هذا النضال؟ وما مدى تأثر التدوين في المغرب بفلسفة وتظاهرات شباب 20 فبراير؟
عبد الصمد المساتي: المدون المغربي قبل كل شيء، مواطن يعيش ما يعيشه غيره في وطنه، ويعاني كما يعاني غيره، ويتألم لما يتألم منه، فلا غرابة أن ينضح بما فيه من إرداة قوية وعزيمة تنتفض ضد كل أشكال التسلط والاستبداد، ويناضل واقعياً كما يناضل رقمياً في العالم الافتراضي من أجل حقوقه الإنسانية المكفولة بكل القوانين والشرائع، وعلى رأسها حرية التعبير والرأي، والكرامة، والعدالة الاجتماعية.
ومن هذا المنطلق فالمدون المغربي يبدع بحسب مؤهلاته، وقدراته، ومعارفه، ونضجه الفكري والسياسي، بالطريقة والوسيلة التي يراها مناسبة ليعبر بالصوت والصورة والكلمة والقلم والريشة والألوان عما يخالجه من أفكار تحررية تخلصه من ربقة الاستبداد والقهر الجاثم على صدره.
 















ـ الجزيرة توك:  يرى بعض المدونين أن لا فائدة من "مأسسة التدوين" وأن التسابق نحو تأسيس الجمعيات إنما هو تسابق نحو الزعامات وتكريس لواقع البيروقراطية، و قد يتسبب في وضع قيود إدارية أو "مخزنية" على نشاطات المدونين. ما رأيكم في هذه التحفظات؟ و ماذا أعددتم  لتفادي الوقوع في مثل هذه المحاذير ؟
ـ عبد الصمد المساتي: لا شك أن المتتبع لمسار الجمعية يستحضر ما بذله مجموعة من الشرفاء الذين نحييهم عالياً عبر هذا اللقاء على ما بذلوه من أجل ميلادها وتأسيسها، وما يبذله اليوم من ندبوا أنفسهم لخدمة مشروعها وتحقيق أهدافها، ولا أعتقد بالمرة أن هناك تسابقاً على الزعامة لأنها مسؤولية بالأساس، وتكليف أكثر منه تشريف، ثم إن الجمعية قررت في آخر اجتماعاتها - وصدر في ذلك بلاغ- أن من الأمور الأساسية لنهضتها التدبير الجماعي لهياكلها ولجانها التي تفتح أبوابها لكل الراغبين في الانخراط والمساهمة في تطوير الجمعية.
أما ما ذكرت بخصوص التحفظات، فالجمعية ليست وصية على المدونين والمدونات حتى تضع قيوداً تحد من حريتهم وخصوصياتهم، بل هي تجمع يسعى إلى لم شتات العمل التدويني، وخدمة الأهداف المشتركة، على شاكلة ما نقوم به في حملتنا هذه.

 5 ـ   الجزيرة توك: هل تنسقون مع أية جمعيات أخرى تنشط في بلدان عربية أو غربية و تشاطركم نفس الاهتمامات؟
ـ عبد الصمد المساتي:  الجمعية رسمت منذ التأسيس خطها الذي تراه كفيلاً بتحقيق أهدافها، متخذة في ذلك عدداً من الوسائل والتدابير، ومنها التعاون والتشارك مع مختلف الجمعيات والهيئات التي لها نفس الاهتمام أو نتقاطع معها في الأهداف أو الوسائل على المستوى المحلي والعربي والدولي، ومسارنا في ذلك ماض بخطى ثابتة، و نرجو أن نجني ثمارها في المستقبل القريب.


6 ـ  الجزيرة توك: أخيرا عبد الصمد، ما هي الرسالة التي تريد "حملة أيام الحرية" أن تبلغها الى القراء و المدونين العرب؟
   ـ عبد الصمد المساتي:  الحملة هي رسالة واضحة لكل من يهمه الأمر أن الاستبداد مهما طغى وتجبر، والفساد مهما انتشر واستأسد فإن مآله إلى زوال، لأن إرادة الشعوب وعزيمتها وإن ضعفت فإنها لا تموت وأنه لا محالة أن يخرج من أصلاب شعوبنا من يناضلون ويصدعون بكلمة الحق، ويعبرون عن آرائهم ومواقفهم بكل جرأة وإقدام وفي مقدمتهم النخب المثقفة، ونساء ورجال الإعلام الحر، ومنهم المدونات والمدونين في المغرب و العالم العربي، ولذلك رفعنا لحملتنا  شعار: "صوت الشعب لا يرفعه إلا إعلام حر".

الجمعة، 19 أغسطس 2011

المدونون المغاربة يطلقون حملة" أيام الحرية"



المدونون المغاربة يطلقون  حملة" أيام الحرية"


في إطار الحراك الاجتماعي الذي يعرفه المغرب وفي ظل المضايقات والمتابعات القضائية المستمرة التي يعاني منها المدونون و الصحفيون، أعلنت جمعية المدونين المغاربة إطلاق حملة "أيام الحرية"، وذلك ابتداء من يوم الخميس 18 غشت 2011 إلى غاية يوم الأحد 21 منه، تحت شعار:"صوت الشعب لا يرفعه إلا إعلام حر".
و نشر موقع "اكابريس" تصريحا  لعبد الصمد المساتي الكاتب العام للجمعية قال فيه "إننا نسعى من خلال هذه الحملة الى تسليط الضوء على ما يعانيه الجسم الإعلامي بصفة عامة في المغرب من رقابة وتعسف من قبل السلطات في مقاربتها الأمنية لما تنشره مختلف وسائل الإعلام، وما يكتوي بلظاه المنافحين من الصحفيين والمدونين الشرفاء عن الكلمة والرأي الحر ضد كل أشكال الفساد والاستبداد والتسلط، الذين ينخرطون بكل قوة انسجاما مع رسالتهم ومهمتهم النبيلة في تغطية الأحداث وتحليل المعطيات ونقل المعلومات والحقائق بالكلمة والصوت والصورة، حتى وإن طالهم القمع والتعسف، بل وحتى المتابعة القضائية والاعتقال".

و هذا نص البلاغ الذي أصدرته الجمعية:
جمعية المدونين المغاربة
المكتب التنفيذي 
في: 01 غشت 2011

 
بــــــــــلاغ
اجتمع يومه الأربعاء 27 يوليوز 2011 بمدينة الرباط أعضاء المكتب التنفيذي لجمعية المدونين المغاربة قصد الوقوف عن كثب على المعوقات والصعوبات التي اعترضت مسيرة الجمعية خلال أزيد من أربعة أشهر نتيجة ظروف ذاتية وأخرى موضوعية.
وبحث اللقاء الذي حضره وتابعه غالبية الأعضاء (9 من أصل 11) أسباب التعثر، وسبل النهوض بالجمعية في المرحلة الراهنة والمستقبلية، والنظر في مشاريع ومجالات الاشتغال التي من شأنها إعادة الاعتبار لجمعية برزت منذ تأسيسها قبل ثلاث سنوات، ونالت بأنشطتها المتميزة مكانة متألقة على الصعيد الوطني، وكذا على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وبعد نقاش مستفيض عقب اللقاء، وعلى مدار ثلاثة أيام متتالية، واعتبارا لما يعيشه المغرب في المرحلة الراهنة من النضال والفعل المتميز في مسار التدوين، على المدونات الخاصة، وبمختلف التطبيقات التي تتيحها شبكة الأنترنيت عبر المواقع التفاعلية والاجتماعية، والتي خلفت عددا من الاعتقالات والمتابعات، لم تزد المدونين إلا حرصا وتشبثا بحقهم في حرية الرأي والتعبير، وما شكله من انتفاضة رقمية من أجل الزحف على المكتسبات، وتحقيق المنجزات في ظل التطورات الجارية في العالم العربي مع ثورات تونس ومصر وليبيا واليمن..، ومع حركة 20 فبراير وتداعياتها على الساحة المغربية السياسية والمجتمعية.
وحرصا منا في المكتب التنفيذي على أداء الدور الذي نريده من خلال تجمعنا وانتظامنا في "جمعية المدونين المغاربة" خدمة لهذا الوطن وتحقيقا لمستقبل أفضل، وطلبا للفعالية والإبداع الفكري والنضالي الذي نرومه في عمل المدونين، وتماشيا مع متطلبات المرحلة في تدبير جماعي تشاركي، تتوحد فيه كل القوى والطاقات من أجل تحقيق أهدافنا المنشودة، فإننا نعلن ما يلي:
أولا: تسيير الجمعية بشكل جماعي كما ينص على ذلك قانونها الداخلي، بحيث تكون الكلمة الأولى والأخيرة للمؤسسات؛ وبناء عليه يمثل الجمعية في مختلف المحافل والمناسبات أعضاء المكتب التنفيذي تمثيلية كاملة، وفق مقررات الجمعية، وأهدافها العامة، وبرامجها ومشاريعها المتفق عليها.
ثانيا: يدبر الشؤون الداخلية للجمعية عبد الصمد المساتي بصفته الكاتب العام الذي يتكلف حسب قانوني الجمعية الأساسي والداخلي بالدعوة للاجتماعات وتحرير المراسلات ودعوات الجمعية وإعداد مشروع جدول الأعمال.
ثالثا: العمل مستقبلا بسياسة اللجان والمشاريع النوعية التي من شأنها أن تطور مجال التدوين وتزيد من نشر ثقافة الانترنت في المغرب، والتي يفتح فيها مجال العضوية لكافة أعضاء الجمعية، على أن يشرف عليها أحد أعضاء المكتب التنفيذي.
رابعا: عزمنا تنظيم مبادرات نوعية تستجيب لمغرب النضال الرقمي، والريادة الشبابية في صنع وتدبير المستقبل، وهو ما سيتم الإعلان عنه خلال الأيام القادمة، بدءا بأيام الحرية، وتتويجها بحفل تكريمي لرموز فاعلة في الحقل التدويني.
خامسا: دعوتنا كافة المدونين، كل من موقعه، إلى الانخراط القوي في مبادرات الجمعية، وبذل الجهد للرقي بالعمل التدويني، وتطوير أنشطة وإشعاع وكفاءة وإسهام المدونين.

المكتب التنفيذي

الخميس، 11 أغسطس 2011

نزاع الصحراء الغربية .. حين تعصف السياسات بمصير الإنسان..!

AGDIM_IZIK
الشبكة العربية العالمية
http://www.globalarabnetwork.com/opinion/5498-2011-08-09-04-36-14


منذ ما يزيد على 35 سنة، ظل اقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه امميا بين المغرب وجبهة البوليساريو مسرحا تاريخيا مخضرما وشاهدا على  عصرين مأساويين: عصر الامبريالية الاوربية،
وعصر تقاطبات الحرب الباردة،  وما نتج عنها من حرب بين الأشقاء و ما واكبها مما يعرف في المغرب كله باسم سنوات الجمر والرصاص ابان حكم الملك الراحل الحسن الثاني..تلك الحصيلة المؤلمة أقر بها العاهل المغربي الشاب محمد السادس فور اعتلائه العرش في محاولة للمصالحة و طي صفحة الماضي الأليم لانتهاكات حقوق الانسان في المغرب..إلا انه و على ما يبدو للمتوغل في اعماق النزاع وخلفياته، فقد كانت جراح الصحراء عميقة عمق وادي الساقية الحمراء و واد الذهب اشهر المعالم الجغرافية المحددة للرقعة المتنازع عليها من اقليم الصحراء الكبير الممتد تاريخيا من واد نون شمالا الى نهر السنغال جنوب موريتانيا..
       الأواصر التاريخية والعرقية القوية  التي تربط سكان الصحراء بإخوانهم العرب والأمازيغ المغاربة، لا يمكن ولا ينبغي انكارها، إلا انها أصبحت الآن شيئا من التاريخ المجهول المتجاهَل..على الأقل في عرف جبهة البوليساريو و من يتبنى أو يؤيد خياراتها من الصحراويين وهم كثر سواء في تيندوف أو داخل الصحراء من واد نون الى واد الذهب وذلك  بفعل تراكمات الأخطاء المخزنية المغربية و مؤامرات الامبريالية الاوربية..فبعد جلاء المستعمر الاسباني و تقسيم المغرب وموريتانيا للاقليم في تجاهل لارادة سكانه، لم يكن دخول النظام و الجيش الملكي الى الصحراء سلسا ولا حكيما رحيما، بل كان من العنجهية والقمع بحيث ارتكب مجازر جماعية في حق بدو الصحراء العزل و استهدفت بالأساس تطهير معاقل جيش التحرير الصحراوي الذي قاد معارك المقاومة ضد الغزاة الأوروبيين  لوحده دون مؤازرة من النظام المغربي، وقد احكمت الدولة بعد ذلك بقبضة من حديد على الصحراويين و هي تحاول أن تعيد اعمار المدن الصحراوية الكبرى بعد ان تعرضت الكثير من المداشر الصحراوية للقصف والتدمير كتفاريتي والمحبس و بيركندوز وغيرها..مما اضطر أغلب الناجين الى الفرار طواعية نحو مخيمات اللجوء بحمادة تيندوف بقيادة جبهة البوليساريو وتحت الحماية والدعم الجزائري..
  الا ان من الصحراويين أيضا من طوى صفحة الماضي ويتبنى الوحدة والاندماج داخل المغرب كخيار واقعي أو سياسي وخاصة بعض النخب الريعية المتنفذة والمستفيدة من امتيازات الدولة مقابل الولاء والتعاون المشترك، هذا فضلا عن وجود متحفظين  يتوجسون خيفة وحذرا سواء من الواقع السياسي الراهن تحت نفوذ المغرب أو من أي مستقبل سياسي واداري يختاره الصحراويون أو يفرض عليهم..! ومن أسباب هذا التحفظ تخوف بعض الشرائح من  هيمنة النزعة القبلية على الصحراويين أو من امكانية التلاعب بمصائر الناس في غياب اي ضمانة لروح الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في مجتمع عشائري صراعي لمّا يتشرب بعد روح المدنية، و قيم المواطنة الحديثة المناقضة للذهنية القبلية..وعلى العموم فلا يوجد هناك أي احصاء كمي ولا نوعي لخيارات الصحراويين قبل الاستفتاء أو اي حل مجمع عليه، إلا أن أكبر الخيارات فيما يبدو هي الثلاثة المعروضة على الاستفتاء في الطرح الذي تقدمت به جبهة البوليساريو: الانضمام أو الاستقلال أو الحكم الذاتي.. ويبقى خيار تقرير المصير عموما الأكثر جاذبية و ديمقراطية في أوساط الكثير من الصحراويين .. 
لقد كان تجاهل انسانية الانسان البدوي الصحراوي خطأ فادحا لم يراع الذهنية القبلية الصراعية المعتدة بذاتها المعتزة بأيامها، و المستقلة منذ البدء بتسيير شؤونها عن الحكومات المركزية لسلاطين المغرب رغم ما كان من ولاء رمزي لشخص الملك من طرف بعض القبائل..و كانت تلك الأخطاء والملابسات التاريخية دافعا قويا أجج في نفوس المجتمع القبلي الانقسامي  حسا قوميا وطنيا جديدا لا عهد له به،  أصبح بموجبه يتبرأ و يتنكر من كل صلة تربطه بالتاريخ العريق لدولة المغرب ثقافة وشعبا.. فبعد أن كان ولاء الصحراويين لقبائل متفرقة يجمعها تاريخ من التعايش والصراع صار ولاء اغلبيتها لمن يحفظ عزتها و يرفع عنها الضيم، و يمثل مصلحتها في التكتل داخل جبهة صحراوية واحدة ضد من حولوا هدوء الصحراء الى عاصفة ناسفة..فلم تكن هذه الجبهة سوى جبهة البوليساريو التي وجدت نفسها وهي تطالب باستقلال الاقليم، مضطرة للنزوح بمن احتمى بها الى أي مكان يضمن شيئا من الكرامة ، و يضمد الجراح الغائرة..فبعد التراجع الجذري لليبيا عن دعم البوليساريو، فتحت الجزائر احضانها للجبهة وفاء بعهودها لدعم حركات التحررمن جهة و نقمة و نكاية في الجار / "الخصم المغربي" من جهة ثانية..
وبغض النظر عما اذا كانت هجرة الصحراويين  لترابهم رغم القمع المخزني، تعتبر ردة فعل صائبة او مخظئة، أو لا بديل عنها، فإن الامر الواقع هو استمرار المعاناة الانسانية للصحراويين على الضفتين وان اختلفت ظروف و أسباب معاناة كل من الفريقين..فانقسم الصحراويون الى شطرين شطر في تيندوف والشطر الآخر تحت أعين وقبضة المخزن المغربي..ورغم تدشين المغرب لمرحلة حقوقية جديدة تحاول القطيعة مع ماضي الانتهاكات، إلا إن الاوضاع الحالية مازالت تعرف انفلاتات امنية مستمرة ليس آخرها حملات الاعتقال و الممارسات اللاانسانية التي مورست على المنتفضين المطالبين بتحسين اوضاعهم بعد التفكيك  العنيف لمخيم اكديم ايزيك السلمي ذائع الصيت..وهذا ما جعل جبهة البوليساريو تلح على الامم المتحدة لإحداث آليات مراقبة اممية لوضعية حقوق الانسان في الصحراء، وهو الشيء الذي استفز المغرب ورأى فيه مساسا  بسيادته على الاقليم..وقد باتت الحرب الجديدة حربا حقوقية و اعلامية بامتياز أشبه بلعبة كبيرة يحاول كل خصم ان يسجل اكبر الاهداف في مرمى الطرف الآخر، فقد سجلت البوليساريو انتصارات حقوقية واعلامية كبيرة على يد النشطاء الحقوقيين الصحراويين " المزعجين" للمغرب كأمثال أمينتو حيدر و مجموعات المعتقلين الذين زارو الجزائر ومخيمات تيندوف اشهارا لمواقفهم المعارضة  المتبنية للبوليساريو كممثل شرعي  وحيد للصحراويين. وفي المقابل يحرص المغرب كذلك على رصد و اغتنام كل ممارسة لا انسانية او غير قانونية صادرة عن البوليساريو في معاملتها للاجئين، و قد دعم المغرب حملة وطنية ودولية كبيرة لمؤازرة مصطفى ولد سيدي مولود الذي وجهته السلطات المغربية و شجعته على أن يجهر بقناعته حول الحكم الذاتي كحل لقضية الصحراء و احراجا للبوليساريو من داخلها كما نجحت هي في ذلك مع المغرب من خلال نشطائها..إلا أن ولد سيدي مولود قد ووجه بالرفض فقد منعت الجبهة دخوله وقامت بتسليمه لمفوضية اللاجئين..
و قد جاء القرار الاممي الاخيررقم 1979 لينبه على خطورة انتهاكات حقوق الانسان في الصحراء، وضرورة أن تولي الأمم المتحدة أهمية كبرى لاستشارة الصحراويين وعدم تجاهل آرائهم فيما يخص مستقبلهم، لاسيما وأن الثورات العربية في المنطقة قد بعثت برسائل واضحة حول يقظة الشعوب العربية وقدرتها على خلق التغيير بأنفسها بعيدا عن السياسيين..

سويسرا الصغيرة بين جبال المغرب!


محمد لبيهي ـ الجزيرة توك ـ المغرب
http://aljazeeratalk.net/node/8197

قبل أسبوع فقط، وبعد عام حافل بالأحداث والمشاغل، لم أكن أشعر أن لنفسي حقا في شيء من السياحة و الاستجمام إلا بعدما " اختطفني" بعض الأصحاب من دوامة الإلتزامات اليومية، إلى رحلة جماعية لا تنسى وكانت الوجهة مدينة "إفران" (عروس جبال المتوسط) بل قطعة أسطورية من جنان الله في قلب البراري الأطلسية!
كنت قد حزمت حقيبتي في آخر لحظة كعادتي، ورتبت فيها ما سوف أحتاجه من أغراض في رحلة الصيف هذه, ولم يفتني طبعاً أن أطمئن على حاسوبي المحمول، وعدة التصوير لتوثيق مشاهداتي طيلة أيام الرحلة السعيدة.

في أحضان " سويسرا الصغيرة "
هكذا لقب الأوربيون "إفـران" هذه المدينة الهادئة الجميلة، بعدما أعادوا بناءها على طراز "الجاردن سيتي الأوربية" لتكون موضع استجمام للعائلات الفرنسية المعمرة إبان فترة الحماية! وقد اكتشف الأوربيون أن موضع هذه المدينة و طقسها البارد لا يختلف عن مدن الألب و جبال البرانس، حيث تقع "إفران" على ارتفاع 1655 متراً فوق سطح البحر، وهي عبارة عن شاليهات وفيلات صغيرة تحيط بها حدائق منزلية جميلة، بينما تتزين ساحات المدينة وطرقاتها بـ"كوكتيل" من الأشجار والنباتات الخضراء.
وأول ما يأسر الوافد على المدينة، شكل السقوف الأوربية ذات المداخن، والمنحنية من الجانبين كسقوف الأكواخ، وهي مرصعة بالقرميد الأحمر وقد صممت بذلك؛ لتحول دون تكدس الثلوج لمدة طويلة خلال الشتاء القارس، ولتسهل انزلاقها عند ذوبانها مع أول إشراقات الربيع المزهرة، وفي وسط المدينة هناك أسد كبير رابض، منحوت من الصخر، ويعود الى حقبة الاستعمار، و لا يوجد أحد يزعم زيارة إفران لم يلتقط صورا الى جانب أسدها الذي يقال أنه يحرس المدينة الآمنة.

أما كلمة "إفران" فتعني الكهوف باللغة الأمازيغية، وذلك لانتشار المغارات الطبيعية حولها، أما إسم المدينة القديم فهو " أورتي" ويعني: الروضة الغناء! و هي كذلك بالفعل، فإفران المضيافة بسكانها وشلالات ينابيعها المتفجرة بين الجبال، وبحيراتها الكبيرة، وغاباتها الخضراء العطرة، وإقاماتها السياحية، تأبى إلا أن تسحر الزوار كنقطة جذب دائمة على مدار السنة، فهي شتاء قبلة عشاق التزلج على الثلوج، وفي الربيع والخريف تكون فضاء رومانسياً للنزهة بين أحضان البراري المزهرة أو على ضفاف الجداول الرقراقة، وعند المصيف تهرع إليها أفواج الفارين من لفحات الشمس بغية الاستجمام واسترواح أطيب النسائم المنعشة تحت ظلال الأرز والبلوط والصنوبر وشجر الزان والعرعار والكثير من أنواع النباتات و الأعشاب المخضرة طوال العام.


وحيش ونبيت :
لم تكن " شلة " أصحابي بحاجة إلى أي مرشد أو دليل سياحي، فقد تكفل صديقي إلياس بالمهمة، ولقد كان رائد رحلتنا عن جدارة، ولحسن حظنا أنه مهندس زراعي ناجح وخدوم، وخبير بتضاريس المنطقة ومبهمات طرقها، وقد مسحها جيئة وذهاباً ولسنوات بسبب ظروف مهنته التي جعلته مطلعا على بنيتها الجيومرفولوجية والرعوية، وصديقا للبيئة في الآن ذاته، فكان يتقدم قافلتنا الصغيرة بسيارته، ويتوقف بالركب كلما مر على إحدى المحطات الإيكولوجية ليقدم لنا شروحات علمية مبسطة و يجيب على استفسارات الشبان المتحمسين.

لقد تعلمت بعد الرحلة أن المتنزه الوطني لـ"إفران" يمتد على مساحة تفوق 53 ألف هكتار أو مايزيد على 500 كلم مربع، وأن غابات الأطلس المغربية تحتضن أكبر احتياطي لأشجار الأرز في العالم، ولأجود الأنواع كذلك، إذ يصل ثمن الشجرة المتوسطة الى حوالي 40 ألف درهم أي ما يعادل 4000 دولار تقريبا، ويعتبر المتنزه بطبيعة تركيبته المناخية والنباتية وسطا بيئيا مثالياً، ومحمية طبيعية لأصناف من الوحيش تقدر ب 37 صنفا، منها ثعالب الأطلس وحيوان العناق و ثعلب الماء، والغرن النهري، فضلاً عن أصناف نادرة من الطيور تقدر بـ 142 صنفاً، هذا بالإضافة إلى الزواحف والبرمائيات وأسماك المياه العذبة وتشتهر مدينة "أزرو" القريبة من إفران بأحواض تربية سمك التروتة النهرية التي يشرف عليها مركز متخصص، وقد كانت إحدى محطاتنا كل ذلك جعل المنطقة قبلة لهواة الصيد و القنص من داخل المغرب و خارجه حتى أطلقت بعض المنظمات الدولية جرس الإنذار مخافة انقراض بعض الأصناف النادرة ومن بينها قرد الأطلس، و يسمى المكاك البربري Macaca Sylvanus هذا القرد الطريف بات مهددًا بسبب استغلال الغابة؛ لأغراض تجارية أورعوية أو بسبب تهريبه الى أوروبا أو بيعه لأصحاب العروض الترفيهية بساحات المدن المغربية، وقد تعودت مجموعات المكاك البربري على انتظار الزوار الذين يستمتعون بإطعامه والتقاط الصور إلى جنبها، وهي نفس الرغبات التي تملكتني حين التقطت لها صوراً كثيرة، بالإضافة الى لقطات فيديو مرفقة بهذا التقرير.


سيمفونية البراري:
كانت سيارات الدفع الرباعي تسلك بنا الفجاج الشاهقة، وتعبر الأدغال لاكتشاف أجمل المواقع وأطيب المواضع، ثم نعود في المساء بعد يوم حافل الى محل إقامتنا بـ"إفران".
كان الجميع سعداء بلحظات ستبقى محفورة في الذاكرة، وتغري بمعاودة الكرة من جديد: إلى غابة أرز كور، وضفاف بحيرة ويوان الكبيرة، وعيون أم الربيع العذبة الباردة، وعين رأس الماء، وشلالات العذراء بغابة فيتال، و مناظر الأنعام وهي ترعى النجم الأخضر في الغابات و المروج أو على ضفاف البحيرات، وركوب صهوات الخيول العربية المسرجة، وذلك يجعلك تعشق حياة البرية العذراء، وتعجز عن مقاومة سحرها إذ تراودك عن نفسك التواقة من أول نظرة،ولسوف تتمايل طربا لسيمفونية الطبيعة تعزفها على مسامعك طيور البراري على إيقاع خرير الشلالات الفضية الرقراقة، وحفيف أوراق الأشجار الباسقة العملاقة، و رقصات الفراشات المزهوة بألوانها القزحية، كل ذلك وأنت تستروح نسيماً جبليا عليلاً بعبق الفردوس الأطلسي، وتلتحف سماء صافية زرقاء، و تفترش سجادا أخضرا وثيراً نسجته يد الخالق المبدع سبحانه وجعلته رحمة ومهادا للعابرين وآية للناظرين.
ثلاث آلات تصوير رقمية فضلاً عن عدسات هواتفنا المحمولة، لم تكن لتكفّـنا عن التسابق إلى الكاميرات رغبة في الاستئثار بالتقاط أروع الصور، وقد استبدت بكل واحد منا رغبة عارمة لم يشبعها أبداً تصوير ما وقعت عليه عيوننا من بدائع الطبيع، وعند المساء يجتمع الشباب للسمر والدردشة وتناول وجبة العشاء، واحتساء كؤوس الشاي الأخضر المنعشة، فنقوم بتفريغ ما تم تصويره طوال اليوم في حواسيبنا الشخصية استعدادا ليوم جديد.



 

الثلاثاء، 5 يوليو 2011

العمل الحقوقي بالمغرب و تحديات الحق في التغيير

محمد لبيهي - الجزيرة توك - المغرب
نظمت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ندوة تكريمية تم من خلالها عرض قراءات متنوعة لمجموعة من الأساتذة والحقوقيين و المعتقلين السابقين لآخر إصدارات الجمعية وهو سيرة ذاتية من أدب السجون بعنوان: " تزمارة 234 " لمؤلفه الفلسطيني ذي الأصل المغربي محمد مصدق بن خضراء الممثل الحالي لجبهة التحرير الفلسطينية بالجزائر، و الذي كان مناضلا في صفوف المقاومة الفلسطينية قبل أن يصبح في سنة 1985 أول مختطف ينزل معتقل تمارة السري و لمدة ثمان سنوات رهيبة...
و قد أنكرت الحكومة المغربية وجود هذا المعتقل طاعنة بذلك في شهادات نزلائه السابقين..و جاء تصريحها إثر قمع المسيرات الاحتجاجية التي نظمتها حركة 20 فبراير للمطالبة بكشف الحقيقة وفتح تحقيق قضائي حول جرائم المعتقل السري و محاسبة المسؤولين عنها.
و على هامش الحفل التكريمي، التقينا السيدة "خديجة رياضي" رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، و أجرينا معها حوارا ملونا تناول ملفات حقوق الإنسان، و حركة 20 فبراير، وآخر المستجدات المتعلقة بالاستفتاء على الدستور و قضايا صحافة المواطن.
الجزيرة توك: السيدة خديجة رياضي نشكرك على قبول الاستضافة و نرحب بك في هذا اللقاء التواصلي مع الجزيرة توك..و أبدأ معك بسؤال: ما موقفكم في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان من قرار إغلاق مكاتب الجزيرة بالمغرب خاصة بعد الإعلان عن التعديلات الدستورية الجديدة التي تنص على ضمان حرية الصحافة وعدم تقييدها بأي شكل من أشكال من أشكال الرقابة القبلية؟
ــ بدوري أوجه لكم جزيل الشكر في الجزيرة توك على اللقاء التواصلي ... في ما يخص قرار إغلاق مكاتب الجزيرة فهو نقاش سابق للتعديلات الدستورية الحالية، و قد جاء في سياق التضييق و الحصار الذي تعاني منه الصحافة المغربية المعروفة باختلاف خطها التحريري عن المواقف الرسمية للدولة سواء في القضايا الوطنية أو الدولية.
و نحن سبق لنا أن نددنا بهذا القرار التعسفي و عبرنا عن تضامننا مع صحفيي الجزيرة، و طالبنا الدولة المغربية بالتراجع عن هذا القرار، كما تابعنا المحاكمة التي تعرض لها مدير مكتب الجزيرة بالمغرب الأستاذ الراشدي..و أعتقد أن مثل هذه القرارات التعسفية هي التي جعلت مرتبة المغرب تتراجع في قائمة الدول التي تحترم حرية الصحافة حسب تقارير مجموعة من الهيئات الدولية.

ــ الجزيرة توك: بم تفسرون محدودية التعاون والتنسيق بين المنظمات الحقوقية بالمغرب ونظيراتها في الدول العربية، هل الأمر راجع لواقع الحريات ببلداننا أم لأسباب أخرى؟
ــ صحيح أن المنظمات الحقوقية العربية عموما هي أقل تأثيرا بالمقارنة مع المنظمات الدولية و الجهوية كالمتوسطية والأوربية و غيرها، إلا أن ذلك لا يقلل من وزن الجهود المشتركة في إطار التنسيق العربي حول العمل الحقوقي كالتنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان التي تضم تقريبا 24 هيئة مغاربية بما فيها الرابطة الليبية لحقوق الانسان التي تعمل بالمنفى، و هناك أيضا المنظمة العربية لحقوق الإنسان التي تضم العديد من الهيئات.. و كل هذه المنظمات تصدر التقارير و البيانات و تحاول جاهدة أن تقدم عملا متميزا..
إلا أنه في الواقع، مازالت تنتظرنا جهود و أدوار كبيرة لنقوم بها من أجل تعزيز العمل الحقوقي العربي المشترك خاصة و أن المنطقة العربية تعيش اليوم في ظل ثورات شعبية و انتفاضات كبيرة و هي تواجَه بممارسات خطيرة ضد الإنسانية و بجرائم إبادة تورطت فيها الأنظمة العربية الديكتاتورية ضد مواطنيها..و هذا ما يفرض على المنظمات العربية أن تقوم بأدوارها تجاه هذه الخروقات و كذلك المنظمات الدولية لأن حقوق الإنسان تبقى حقوقا كونية عالمية لا تميز بين الشعوب.
ــ الجزيرة توك: الأستاذة خديجة رياضي وجه بارز في الصفوف الأمامية لمسيرات حركة 20 فبراير المطالبة بالتغيير في المغرب..و قد تعرضت للإعتداء من طرف قوات التدخل يوم 21 فبراير..و نقلت الى المستشفى في حالة إغماء..برأيك هل تستحق هذه الحركة الشبابية كل هذه التضحية و المجازفة؟
ــ في الحقيقة الوجه البارز ليس خديجة رياضي، لكنها وجوه هؤلاء الشباب الذين بهرونا بهذا الحضور القوي، و هذا المستوى الرفيع، و هذه القدرة العجيبة على تحريك و تعبئة الشارع المغربي بهذا الشكل الوحدوي أساسا الذي عجزت عنه الحركة الديمقراطية بالمغرب.
أما ما تعرضت له فهو جزء بسيط مما تعرض له العديد من المناضلين و المدافعين عن حقوق الإنسان و خصوصا الشباب و لا يمكننا إلا أن نستحضر روح الشهيد الشاب كمال عماري الذي وهب حياته دفاعا عن الحرية و الكرامة والعدالة الاجتماعية لأجل الشعب المغربي و هو مناضل كان حاضرا باستمرار في تظاهرات الحركة..
و نذكر كذلك الشاب كريم الشايب بمدينة صفرو الذي صورته كاميرات الفيديو و هو يضرب بقوة و همجية من طرف البوليس الى أن نقل الى المستشفى و فارق الحياة..و لا ننسى كذلك الشبان الخمسة بمدينة الحسيمة الذين مازلنا ننتظر التحقيق في أسباب و فاتهم..!

ــ الجزيرة توك: استطاعت حركة 20 فبراير أن تجمع و لأول مرة أبرز الأطياف المغربية المتناقضة عقديا وأيديولوجيا و أعني اليسار و الإسلاميين..و ردا على ذلك سارع الخطاب الرسمي للحكومة و الكثير من وسائل الإعلام الى تحذير المواطنين من خطر ركوب الإسلاميين على موجة الاحتجاجات، و شجعت الدولة لذلك خروج بعض المتظاهرين المؤيدين للدستور و هم يحملون لافتات تجرم جماعة العدل و الإحسان وتصفها برأس الأخطبوط ،أنتم في اليسار عموما ومن خلال حصيلة عمل التنسيقيات، ما رأيكم في هذا التوصيف الإعلامي الرسمي ؟
ــ أولا نحن في الجمعية لا ننسق مع أي حزب سياسي و لم ننسق مع جماعة العدل و الإحسان، نحن نقف الى جانب أعضاء هذه الجماعة عندما يتعرضون لإنتهاكات لحقوق الإنسان كما نقف الى جانب كل من يتعرض لهذه الخروقات بغض النظر عن معتقداته الدينية أو الأيديولوجية أو السياسية أو غيرها..
و يبقى أن حركة 20 فبراير هي التي رفعت هذه المطالب الشعبية وكل من اتفق مع تلك المطالب التحق بالحركة و تجاوب مع نداءاتها بالخروج الى الشارع..و جمعيتنا كانت ضمن أول الهيئات التي دعمت الحركة و أعلنت أنها ستكون الى جانبها في الشارع، و كانت هناك هيئات أخرى بما فيها أعضاء و عضوات جماعة العدل و الإحسان، ولم يكن الخروج حكرا على أحد وكل من يريد دعم الحركة فقد التحق بصفوفها..
و بالفعل استعملت الدولة خطابا لتخويف الناس من احتواء هذه الحركة الشبابية من طرف الإسلاميين وهذا الخطاب جاء بعد أن فشلت الدولة في ضرب مصداقية هؤلاء الشباب فقبل أن تتكلم عن احتواء الإسلاميين فقد سارعت الى وصف الحركة بأنها مخترقة من طرف البوليساريو أو توجهها أيادي أجنبية، و أن بين صفوفها مسيحيين و ذلك للمس بعقيدة المسلمين المغاربة الى غير ذلك من محاولات التشويش و ضرب الحركة..
و عندما فشلت الدولة في هذا المستوى ، لجأت الى محاولة الاحتواء السياسي عبر لجوء بعض الأحزاب إلى استمالة هؤلاء الشباب لاستخدامهم في خططها السياسية وقد رصدت لهذا الغرض إمكانيات كبيرة لكنها باءت بالفشل مما جعل الدولة تلجأ الى القمع و المواجهة الدموية مع المتظاهرين، ولما فشلت الدولة في ذلك أصبح يقال أن هناك احتواء من طرف الإسلاميين و من طرف اليسار المتطرف وكل ذلك إنما هو راجع إلى خوف الدولة من إجماع كل مكونات المجتمع المغربي على أمر واحد و هي التي طالما لجأت إلى سياسة الفرقة بين المغاربة، فقد لجأت في السابق الى ضرب اليسار بالإسلاميين لإضعاف اليسار، و هي اليوم عندما تقوت الحركة الإسلامية تريد أن تعكس المواجهة لضرب الإسلاميين..
ونحن في الجمعية رفضنا دائما الدخول في هذه اللعبة، وحرصنا على التعامل المبدئي مع الجميع في إطار عملنا الحقوقي الذي يستنكر كل الانتهاكات الحقوقية ويساند ضحاياها، و يدين كل من صدرت عنه كيفما كانت الجهات المسئولة.
ــ الجزيرة توك: دعت حركة 20 فبراير الى مقاطعة التصويت على الدستور المعدل، و قد وصفت لذلك بالعدمية وخرق الإجماع، و إثارة الفوضى في البلد..لماذا هذا الموقف المتشائم من الدستور إذن؟
ــ الحركة هي من يجيب عن هذا التساؤل..لكن بالنسبة لموقفنا في الجمعية، رغم أننا لم ندع الى المقاطعة و لا الى التصويت بلا أو بنعم لأننا جمعية حقوقية و لا يحق لنا الدعاية لمواقف سياسية، إلا أننا أصدرنا بيانا وضحنا فيه موقفنا من الدستور، ونحن نتقاسم مع حركة 20 فبراير تقييمها له باعتباره دستورا غير ديمقراطي وفيه الكثير من الأمور المنافية للمعايير الكونية لحقوق الإنسان يطول شرحها..
لكن أركز هنا على أهم مطالبنا كحقوقيين و هو مسألة سمو المواثيق الدولية على التشريعات الوطنية، إلا أن المشروع الجديد يحمل الشيء و نقيضه وذلك لكون الديباجة تنص على سمو المواثيق الدولية الحقوقية على التشريعات الوطنية لكنها في الوقت نفسه تشترط ألا تتعارض مع الدستور والقوانين!
و هذا أعتبره كلاما لا معنى له.. جاء فقط لذر الرماد في العيون..و نفس الشيء بالنسبة لمسألة المساواة بين النساء و الرجال في إطار ثوابت المملكة لكن هذه الثوابت هي التي جعلت المغرب يتحفظ دائما على المساواة في الحقوق المدنية بين الرجل والمرأة..و قد نصت التعديلات على العديد من الحقوق مقارنة مع الدستور الحالي، وقد نعتبر هذا تطورا، لكن لم يضع الدستور أي ضمانات لاحترامها في الواقع..فهي إذن لمجرد التسويق لدى الرأي العام الداخلي و الخارجي.
يبقى استقلال القضاء هو أهم الضمانات لكن الدستور لا ينص على ذلك باعتبار أن الملك رئيس السلطة التنفيذية و المتحكم في السياسات الإستراتيجية للبلاد.. هو نفسه من يرأس سلطة القضاء برئاسته للمجلس الأعلى للسلطة القضائية و تعيينه العديد من أعضائه، وهو كذلك رئيس المحكمة الدستورية و يعين الكثير من أعضائها، بالإضافة الى أن الملك نفسه هو رئيس المجلس الأعلى للأمن ونحن نعرف أن الأجهزة الأمنية هي المصدر الأساسي للعديد من انتهاكات حقوق الإنسان هذا بالإضافة الى تعزيز السلطة الدينية للملك و ذلك بدسترة المجلس الأعلى للإفتاء و إعطائه مهمة الإفتاء الرسمي..
كذلك باستطاعة الملك حل البرلمان و إعفاء الوزراء من مهامهم..فليس هناك إذن أي فصل للسلط الذي يميز دولة الحق و القانون وعليه فلا مجال للحديث عن أي ضمانات لحقوق الإنسان.

ــ الجزيرة توك: في ما يتعلق بملف الصحراء، سبق لجمعيتكم أن أصدرت تقريرا حول تداعيات مخيم أكديم إيزيك الاحتجاجي بالعيون ووصف التقرير بأنه الأكثر صدقية و عمقا في التوصيف و التحليل مقارنة مع تقرير لجنة التقصي البرلمانية و تقارير بعض الجمعيات المغربية الأخرى..لكن وكما تعلمون لم تخمد نيران المخيم حتى عرفت العيون حملة اعتقالات طالت الكثير من الشباب الصحراوي، وقد أفرج مؤخرا عن آخر مجموعة بعد اتهامات خطيرة وجهت إليها وما تزال مجموعة كبيرة بسجن سلا لم يحسم أمرها بعد..ما تفسيركم للارتباك في معالجة هذا الملف؟ و هل قامت جمعيتكم بأي تقص حول المعتقلين الصحراوين بسجن سلا و معاناة عائلاتهم جراء تكاليف السفر و الإقامة المكلفة بمدينة سلا؟
ــ في ما يخص التقرير الذي أنجزناه كنا قد اعتمدنا معايير معروفة للتقصي و حاولنا الإنصات الى كافة الأطراف التي كانت مستعدة لإفادة الجمعية بالمعلومات الضرورية..و المهم هو ما خرج به التقرير من توصيات حول احترام حقوق الإنسان بالمنطقة، وتحسين الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية للمواطنين، و احترام المدافعين عن حقوق الإنسان بالمنطقة كيفما كانت مواقفهم و آراؤهم و احترام حرية الرأي و التعبير بشكل مطلق كما هو منصوص عليه في المواثيق الدولية لحقوق الإنسان ، و يسرنا أننا كنا ضمن شبكة تنسيقية لجمعيات أخرى دعت إلى تشكيلها العصبة المغربية لحقوق الإنسان و قد وقفنا على نفس الخروقات و الانتهاكات التي وقفت عليها جمعيتنا.
و نشير الى أنه سبق و أن قمنا بتقصي الأوضاع بالمنطقة سنة 2005 و رصدنا الكثير من الانتهاكات و حالات الاعتقال السياسي بالعيون التي وقعت إثر الأحداث خاصة، و ذلك بتتبعنا الأوضاع مركزيا و كذلك محليا من خلال فروع الجمعية بمدينة العيون و مدينة السمارة.
و نحن كجمعية لم ندخل في الصراعات السياسية بين الأحزاب ولكن اعتبرنا أن المسؤولية في أحداث العيون تتحملها السلطة المحلية و كذلك المنتخبين المحليين في تدبير ملفات السكن والشغل.. و اعتبرنا أن ذلك راجع الى غياب الديمقراطية المحلية و عدم التزام الدولة في ما تصادق عليه من اتفاقيات لا تنزلها على أرض الواقع في ما يخص سياساتها العمومية أو المحلية.
هذا كما دعمنا مطلب بعض الهيئات الدولية التي تطالب بأن تكون هناك آلية دولية لمراقبة حقوق الإنسان في المنطقة بأكملها ونحن في ما يخص موقفنا من النزاع القائم حول الصحراء نرفض أي انتهاك لحقوق الإنسان كيفما كان مصدره.
و في ما يخص موضوع السجناء تعرفون أنه منذ تأسيس المندوبية العامة للسجون و ترأسها من طرف بن هاشم، فقد وقعت لنا معه خلافات في طريقة التدبير..كما سبق و أن تهجم علينا كمدافعين عن حقوق الإنسان، و هو لذلك يمنع كليا زيارة الهيئات الحقوقية للسجون و قد قالها علانية في العديد من المناسبات..لذلك لم نتمكن من زيارة المعتقلين لكننا في تواصل مع عائلاتهم التي تزورنا خاصة عند وقوع أي قضايا تتطلب تدخل الجمعية.
و سبق لنا أن تتبعنا أوضاعهم و طالبنا بعدم انتهاك حقهم في المحاكمة العادلة و الإسراع بها و معاملتهم داخل السجن بشكل لائق وفق المعايير الدولية لمعاملة السجناء، وطالبنا أيضا بإطلاق سراح العديد من النشطاء الذين اعتقلوا بسبب نشاطهم الحقوقي، كما اعتبرنا حالة المعتقلين المحالين على المحكمة العسكرية وهم مدنيون، انتهاكا صارخا لحقوق هؤلاء و نحن نرفضه تماما، كما نرفض ما تقوم به إدارة السجون من معاقبة عائلات الصحراويين و غيرهم لارتباطها بذويها المسجونين.
ــ الجزيرة توك: في المغرب تتفاوت الهيئات و المنظمات الحقوقية على مستوى الاستقلالية عن التوجه الرسمي للدولة، هل يجوز برأيك أن يكون هناك حمائم وصقور على حساب شأن إنساني حساس كحقوق الإنسان؟
ــ بالنسبة لنا في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، المسألة كلها تتمحور حول سؤال: على أية مرجعية نعتمد كجمعيات حقوقية؟
بالنسبة لجمعيتنا فنحن نعتمد على مرجعية واحدة هي المرجعية الكونية لحقوق الإنسان، فعندما نحاسب الدولة أو ننتقد سياساتها فنحن ننطلق من شيء واحد: إلى أي حد الدولة المغربية تطبق و تحترم ما تصادق عليه من اتفاقيات دولية لحقوق الإنسان؟ ولا نعتمد أية معايير أخرى أو نعتمد على خصوصيات معينة ولا نريد أن تستعمل الخصوصيات الثقافية أو غيرها كسياسة أو مبرر للحد من حقوق الإنسان، لهذا السبب طالما اعتبرت جمعيتنا أنها جمعية متشددة و عدمية و لا ترى الجوانب الايجابية بل الجوانب السوداء فقط، و قد اتهمنا بالتطرف و الخروج من الجانب الحقوقي الى السياسي.
لذلك نجد أنفسنا في نفس الموقع الى جانب المنظمات المعترف بمصداقيتها ومهنيتها دوليا كمنظمة العفو الدولية وهيومن رايتس وتش وفرونت لاين ديفاندرز التي تتابع حقوق الإنسان بالمغرب.. فنحن لا نخرج عن المرجعية الكونية لحقوق الإنسان لكننا نتعرض لحملات شعواء كما وقع في السنة الماضية عندما تم توقيف أشغال البرلمان بعدما انتهينا من مؤتمرنا واتهمنا بأننا ندعم البوليساريو، و بأن لنا مواقف سياسية غير وطنية الى غير ذلك من الاتهامات التي وجهت إلينا..إلا أننا نعتبر كل ذلك لا يهم و ما يهمنا هو الى أي حد نحن نحترم المرجعية الحقوقية وندافع عنها كما هو متعارف عليها دوليا دون تقديم أية تنازلات.
ــ الجزيرة توك: في ختام هذا اللقاء الأستاذة خديجة، لو طلب منك مراسلو الجزيرة توك الشباب كلمة حول أهمية و آفاق التعاون المشترك بين الإعلاميين و الحقوقيين في ظل ما يعرفه العالم العربي من ثورات شعبية ماذا ستقولين؟
ــ أنا أعتقد أن الصحافة كانت دائما بالنسبة لنا رافدا من روافد الحركة الحقوقية، ونحن نعتبر أن الصحفيين هم أيضا حقوقيون خاصة المتشبعون بالثقافة الحقوقية و الذين يتابعون و يدعمون ضحايا حقوق الإنسان، وقد كنا من أكبر المتضررين من قمع الصحافة المستقلة لأنها هي المجال و المنفذ الذي يوصل صوتنا الى القراء و المواطنين..و كلما تقلصت هذه الصحافة المستقلة كلما تقلصت إمكانية التواصل بيننا و بين المواطنين و المواطنات.
من جهة أخرى فنحن نحيي الشباب في المنطقة العربية لأنه خلق المعجزات فبينما كنا نعتقد أن الشباب يفكرون فقط في الهجرة ولهم مشاكل خاصة بهم ولا يهتمون بالسياسة كشباب السبعينيات..إذا به العكس هو الذي ظهر لنا.. فقد حقق الشباب مالم نستطع تحقيقه من قبل، و بشكل خاص الصحفيون الشباب بالمغرب الذين لهم دور قوي في حركة 20 فبراير وخاصة من خلال الصحافة الإلكترونية، التي تقاوم التعتيم الذي تمارسه الدولة على الحركة في المغرب وربما على أخبار الثورات العربية الأخرى.
و أريد أن أنوه بما للصحافة من أدوار دائمة ليس فقط من خلال فضح الواقع، لكن من خلال تنوير و توعية المواطنين بحقوقهم و حثهم على النضال من أجل الحصول عليها.
ــ الجزيرة توك: الأستاذة خديجة رياضي، في ختام هذا اللقاء أشكرك جزيل الشكر على هذه الإفادات و أرجو لك مستقبلا حقوقيا موفقا بإذن الله.